فضح أسرار المنتخب السعودي- هل يخدم أم يضر؟

المؤلف: سامي المغامسي09.26.2025
فضح أسرار المنتخب السعودي- هل يخدم أم يضر؟

إنه لأمر محير حقًا، ولا يسعني فهم الدافع وراء استضافة مدربين سبق لهم الإشراف على تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ثم يقومون بالكشف عن تفاصيل دقيقة وجزئيات هامة، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من أسرار العمل الاحترافي.

المدرب البرتغالي (فينغادا) تحديدًا، كان الأجدر به ألا يُفصح عن تلك المعلومات التي ذكرها، حتى وإن كانت صحيحة، وذلك لأنها تُصنف ضمن أسرار المهنة، وأي مدرب يُفترض به أن يكون مؤتمنًا على أسرار عمله. ليس من أخلاقيات المهنة، ولا من صميم الاحترافية، الكشف عن تفاصيل العمل السرية؛ لأنها جزء لا يتجزأ من استراتيجية الفريق.

أستغرب بشدة ما الفائدة المرجوة من ذكر هذه التفاصيل في هذا التوقيت الحساس، تحديدًا والمنتخب السعودي على أعتاب مشاركة مصيرية في كأس آسيا؟ وهل حقق المشاهد والمستمع أي فائدة حقيقية من هذا اللقاء، أم أنه أثار فقط سلسلة من ردود الأفعال السلبية التي لا جدوى منها؟

الأمير سلطان بن فهد، رحمه الله، ترأس دفة القيادة وأشرف على الجهاز الرياضي في المملكة العربية السعودية، وستظل بصماته خالدة ومحل تقدير دائم. لقد حققت المنتخبات السعودية في عهده نتائج باهرة وإنجازات عظيمة تستحق الثناء والتقدير، حتى أنه لُقب بـ (وجه السعد)، وكان بحق أحد أبرز النجوم في تلك الحقبة الذهبية. كان يرافق المنتخب أينما حل وارتحل، ويدعمه بكل قوة، وحريصًا كل الحرص على أن يكون المنتخب في كامل جاهزيته. من الطبيعي أن يكون لديه آراء وملاحظات قيمة بشأن مستوى أداء المنتخب، وهذا أمر معهود بين رؤساء الاتحادات والأندية الذين يناقشون المدربين باستمرار، ولكن في نهاية المطاف، تبقى الخيارات النهائية للمدربين أنفسهم، فهم من يحددون طريقة اللعب والتشكيلة المناسبة.

يجب أن يتذكر (فينغادا) أن أحد أهم أسباب شهرته ونجاحه هو قيادته للمنتخب السعودي للفوز بكأس آسيا، وهو إنجاز تاريخي لم يكن ليتحقق لولا الدعم اللامحدود الذي قدمته القيادة الرياضية خلال تلك الفترة الحاسمة.

مما يؤسف له حقًا هو هذا السيل من الفيديوهات التي يتم نشرها، والتعليقات عليها وفقًا لأهواء شخصية ورؤى ضيقة الأفق.

ما زال (التعصب الرياضي) هو السمة البارزة لبعض الإعلاميين، الذين ينظرون للأمور من زاوية أنديتهم الخاصة، وقد زجوا بالمنتخب الوطني في مقاطع قديمة عفا عليها الزمن.

دعونا جميعًا (ندعم الأخضر) وننسى تعصبنا لأنديتنا. يجب أن نتذكر دائمًا أن المنتخب يظل هو الأهم من كل الأندية، فهو الوجه المشرق للرياضة السعودية، وهو الممثل الوحيد لها في المحافل الدولية.

أتمنى كل التوفيق للمنتخب الأخضر في هذه المنافسة الشرسة، وأن يعود، بإذن الله، حاملًا كأس آسيا. لطالما عودنا على الظهور بقوة في الوقت المناسب، مهما تراجع مستواه في فترات معينة، فالكرة السعودية تمتلك تاريخًا عريقًا وقصة نجاح ملهمة، وعنوانها الأبرز والأجمل هو (آسيا).

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة